سورة القارعة - تفسير تفسير البغوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (القارعة)


        


{الْقَارِعَةُ} اسم من أسماء القيامة، لأنها تقرع القلوب بالفزع. {مَا الْقَارِعَةُ} تهويل وتعظيم. {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ} هذا الفَراش: الطير الصغار البق، واحدها فراشة، أي: كالطير التي تراها تتهافت في النار، والمبثوث: المتفرق. وقال الفراء: كغوغاء الجراد، شبه الناس عند البعث بها لأن الخلق يموج بعضهم في بعض ويركب بعضهم بعضا من الهول كما قال: {كأنهم جراد منتشر} [القمر- 7]. {وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ} كالصوف المندوف. {فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ} رجحت حسناته على سيئاته. {فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ} مَرْضِيَّة في الجنة. قال الزجاج ذات رضا يرضاها صاحبها.


{وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ} رجحت سيئاته على حسناته. {فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ} مسكنه النار، سمي المسكن أمًا لأن الأصل في السكون إلى الأمهات، والهاوية اسم من أسماء جهنم، وهو المهواة لا يدرك قعرها، وقال قتادة: وهي كلمة عربية تقولها العرب للرجل إذا وقع في أمر شديد، يقال: هوت أمه. وقيل: {فأمه هاوية} أراد أم رأسه منحدرة منكوسة يعني أنهم يهوون في النار على رءوسهم، وإلى هذا التأويل ذهب قتادة وأبو صالح. {وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ} يعني الهاوية، وأصلها: ما هي، أدخل الهاء فيها للوقف والاستراحة ثم فسرها فقال: {نَارٌ حَامِيَةٌ} أي حارة قد انتهى حرها.